يمكننى أن أتحمل الفروق الرهيبة بين المجتمع المصرى وسائر بلاد العالم أيا كانت، يمكننى أن أتحمل تلك الفجوة التى تجعلهم يخترعون السيارات التى تسير بالكهرباء وشحن البطاريات، ونحن هنا نتنافس فى طابور أمام محل قطع غيار فيات 128 التى لا تسير أصلا.. نصدِّر لهم حلقات المفتش كورومبو فنستورده منهم بعد أن تم تحويله بقدرة قادر إلى فانوس.. هذه الفجوة بيننا وبينهم أمر مسلَّم به ولكن ما يغيظنى أن تكون الفجوة حتى فى الغرائب والطرائف،
ولهذا قصة..
فمنذ أيام اكتشف العلماء فى إحدى الجامعات الأمريكية أن ورق الدولار يحتوى على نسبة من الكوكايين، حيث توصلت أبحاثهم التى اعتمدت على الموجات فوق الصوتية وعمليات الكشف باستخدام المياه إلى أن 90% من أوراق العملات الأمريكية تحتوى على نسبة من الكوكايين.. إلى هنا ينتهى الخبر
وتبدأ الحسرة..
فحتى عندما يكتشف العلماء أن هناك "فلوس متكيـِّفة" تكون دولارات وليست جنيهات مصرية!
وبما أن الكوكايين هو الشاى والقهوة بالنسبة للأمريكيين أى أنه يناسب دماغهم، فإننى أتساءل عن المادة التى من الممكن أن يحتويها الجنيه المصرى بما يتناسب مع دماغ المصريين، وأعتقد أنها ستكون البانجو بالتأكيد، فما أجمل أن يحتوى الجنيه المصرى فى مكوناته على "كام عرنوس بانجو" زى الفل.. وبدلا من أن يتم نقل البانجو مهربا فى أجولة، يمكن تهريبه فى شنطة "سومسنايت" وعليها ختم البنك المركزى!!
وربما سيغضب البعض ويؤكد بكل حماس أن الحشيش _وليس البانجو_ هو المشروب الرسمى للشعب المصرى وراعى بطولة كأس "الكيف" مما سيجعله مطلبا شعبيا إذا قررت الحكومة أن تصنع الجنيه المصرى من مكيِّفات مصرية خالصة.. مما سيجعل صاحب المزاج يتخلى عن البهدلة على طريق مصر اسكندرية الصحراوى لاستيراد ما لذ وطاب من الحشيش من الإسكندرية .. ويكتفى بأن يحرق (ورقتين بعشرة جنيه) مع أى سيجارة محترمة.. والمؤيدون لرأى أن يحتوى الجنيه المصرى على الحشيش يدللون على ذلك بأن وجود الحشيش فى الجنيه المصرى معروف منذ الأزل والدليل أن القطعة الصغيرة من الحشيش تسمى "قـِرش"!!
هل من الممكن أن يحتوى الجنيه المصرى على الكوكايين أو الهيروين مثل الدولار؟؟ ممكن طبعا، ولكن فى هذه الحالة سيضطر البنك المركزى إلى طباعة جنيهات مخصوصة لسكان الزمالك ومصر الجديدة والمعادى وبورتو مارينا،
أما سكان دار السلام والمرج وعزبة النخل والعشوائيات فستكون الجنيهات حشيش فقط ما عدا ورقة "200 جنيه" فستحتوى على شمة هيروين واحدة!!
أما أماكن "تعاطى" الجنيهات المصرية فسيكون أمام البنك المركزى طبعا، حيث إن "الصنف" هناك جديد، ولامع، وخصوصا أيام الأعياد حيث يعتاد البعض الحصول على "عرانيس" جديدة بدلا من "العرانيس" القديمة من البنك فى تلك الأيام لإسعاد الأطفال الصغار وتوصيل "الكيف" لهم على أحسن مستوى، وبدلا من أن يذهب الواحد منا لزيارة أطفال أخيه فى الأعياد فيبدو عليهم الحرج عند إهدائهم ما يسمى بالعيدية، سيركع الطفل منهم أمام قدمى عمه وهو يقبِّل يديه متوِّسلا: أبوس إيدك هات حتة بخمسة!!
أما المزورون فسيزيد العبء المالى عليهم، فإضافة إلى أنهم يحتاجون فى العادة إلى طابعة ألوان وأوراق وأحبار معينة، سيحتاجون أيضا إلى كام تربة حشيش، على كام شوال بانجو، على كام تذكرة هيروين، مما سيجعلهم بالتأكيد يطبعون أوراق عملة فئة (13) جنيه بدلا من العشرة جنيهات لتعويض الفرق!!
وبالنسبة لرجال الاقتصاد فسيفرحون أشد الفرحة بهذا الاختراع، لأن الحكومة لن تستطيع "تعويم" الجنيه المصرى، لأن "العرانيس" الورقية ستحمله عاليا، والحشيش المفروك سينتشر على سطح الواقع الاقتصادى المصرى فلا يستطيع الجنيه أن يعوم بعد ذلك! تخيل أن يكون الجنيه المصرى سابحا على سطح الاقتصاد العالمى بجوار الدولار واليورو أيضا، صحيح أن مراكب الدولار واليورو ستكمل مسيرتها بسلام أما مركب الجنيه المصرى سيخطفها القراصنة الصوماليون
ولكن لا يهم، المهم أن الجنيه المصرى شق السما..
ما هذا الحظ؟؟ حتى "الكيف" يصبح من حق الشعب الأمريكى فى دولاراته؟؟ ماهذه الشعوب المحظوظة؟ وما هذا الفقر الذى يعم بلادنا؟ حتى تلك الإشاعة الظريفة التى عمت أرجاء الوطن المصرى منذ فتره ليست ببعيده بأن العملة المعدنية من فئة الخمسين قرشا بها "لحسة" من الذهب وأنه يمكن استبدال هذه العملة الفضية بجنيهين أو ثلاثة، وبموجب هذه الإشاعة انطلقت حمَّى تجميع هذه العملة .. الا ان هذه الإشاعة أخمدتها الحكومة فورا، وأعلنت أنها إشاعة مغرضة وأن عملاتنا الوطنية صاحبة المجد التليد هى عملات نحاسية حديدية زرنيخية فقرية لا يأتيها الحظ أبدا!!
فياحكومتنا العزيزة... مادامت الأمور فى بلادنا على هذا النحو الذى لا يسر عدو ولا حبيب، فيمكنك بكل بساطة إلهاء الشعب بأى حاجة من ذمتكم فى هذه الأيام المفترجة، حتى ولو كانت مسابقة لبان، تجميع ألبوم جوائز، أى حاجة، حتى ولو كانت بالسلب، أعتقد أن إشاعة من الحكومة بأن ورقة العشرين جنيه بها إشعاعات فوق بنفسجية تحت حمراء بين خضراء تسبب الموت، ستكون كافية للشعب ليتعظ، ولكنى أظن ساعتها أن الشعب لن يهتم بهذه الإشاعة..
هوه الشعب فين والعشرين جنيه فين؟؟!!
ولهذا قصة..
فمنذ أيام اكتشف العلماء فى إحدى الجامعات الأمريكية أن ورق الدولار يحتوى على نسبة من الكوكايين، حيث توصلت أبحاثهم التى اعتمدت على الموجات فوق الصوتية وعمليات الكشف باستخدام المياه إلى أن 90% من أوراق العملات الأمريكية تحتوى على نسبة من الكوكايين.. إلى هنا ينتهى الخبر
وتبدأ الحسرة..
فحتى عندما يكتشف العلماء أن هناك "فلوس متكيـِّفة" تكون دولارات وليست جنيهات مصرية!
وبما أن الكوكايين هو الشاى والقهوة بالنسبة للأمريكيين أى أنه يناسب دماغهم، فإننى أتساءل عن المادة التى من الممكن أن يحتويها الجنيه المصرى بما يتناسب مع دماغ المصريين، وأعتقد أنها ستكون البانجو بالتأكيد، فما أجمل أن يحتوى الجنيه المصرى فى مكوناته على "كام عرنوس بانجو" زى الفل.. وبدلا من أن يتم نقل البانجو مهربا فى أجولة، يمكن تهريبه فى شنطة "سومسنايت" وعليها ختم البنك المركزى!!
وربما سيغضب البعض ويؤكد بكل حماس أن الحشيش _وليس البانجو_ هو المشروب الرسمى للشعب المصرى وراعى بطولة كأس "الكيف" مما سيجعله مطلبا شعبيا إذا قررت الحكومة أن تصنع الجنيه المصرى من مكيِّفات مصرية خالصة.. مما سيجعل صاحب المزاج يتخلى عن البهدلة على طريق مصر اسكندرية الصحراوى لاستيراد ما لذ وطاب من الحشيش من الإسكندرية .. ويكتفى بأن يحرق (ورقتين بعشرة جنيه) مع أى سيجارة محترمة.. والمؤيدون لرأى أن يحتوى الجنيه المصرى على الحشيش يدللون على ذلك بأن وجود الحشيش فى الجنيه المصرى معروف منذ الأزل والدليل أن القطعة الصغيرة من الحشيش تسمى "قـِرش"!!
هل من الممكن أن يحتوى الجنيه المصرى على الكوكايين أو الهيروين مثل الدولار؟؟ ممكن طبعا، ولكن فى هذه الحالة سيضطر البنك المركزى إلى طباعة جنيهات مخصوصة لسكان الزمالك ومصر الجديدة والمعادى وبورتو مارينا،
أما سكان دار السلام والمرج وعزبة النخل والعشوائيات فستكون الجنيهات حشيش فقط ما عدا ورقة "200 جنيه" فستحتوى على شمة هيروين واحدة!!
أما أماكن "تعاطى" الجنيهات المصرية فسيكون أمام البنك المركزى طبعا، حيث إن "الصنف" هناك جديد، ولامع، وخصوصا أيام الأعياد حيث يعتاد البعض الحصول على "عرانيس" جديدة بدلا من "العرانيس" القديمة من البنك فى تلك الأيام لإسعاد الأطفال الصغار وتوصيل "الكيف" لهم على أحسن مستوى، وبدلا من أن يذهب الواحد منا لزيارة أطفال أخيه فى الأعياد فيبدو عليهم الحرج عند إهدائهم ما يسمى بالعيدية، سيركع الطفل منهم أمام قدمى عمه وهو يقبِّل يديه متوِّسلا: أبوس إيدك هات حتة بخمسة!!
أما المزورون فسيزيد العبء المالى عليهم، فإضافة إلى أنهم يحتاجون فى العادة إلى طابعة ألوان وأوراق وأحبار معينة، سيحتاجون أيضا إلى كام تربة حشيش، على كام شوال بانجو، على كام تذكرة هيروين، مما سيجعلهم بالتأكيد يطبعون أوراق عملة فئة (13) جنيه بدلا من العشرة جنيهات لتعويض الفرق!!
وبالنسبة لرجال الاقتصاد فسيفرحون أشد الفرحة بهذا الاختراع، لأن الحكومة لن تستطيع "تعويم" الجنيه المصرى، لأن "العرانيس" الورقية ستحمله عاليا، والحشيش المفروك سينتشر على سطح الواقع الاقتصادى المصرى فلا يستطيع الجنيه أن يعوم بعد ذلك! تخيل أن يكون الجنيه المصرى سابحا على سطح الاقتصاد العالمى بجوار الدولار واليورو أيضا، صحيح أن مراكب الدولار واليورو ستكمل مسيرتها بسلام أما مركب الجنيه المصرى سيخطفها القراصنة الصوماليون
ولكن لا يهم، المهم أن الجنيه المصرى شق السما..
ما هذا الحظ؟؟ حتى "الكيف" يصبح من حق الشعب الأمريكى فى دولاراته؟؟ ماهذه الشعوب المحظوظة؟ وما هذا الفقر الذى يعم بلادنا؟ حتى تلك الإشاعة الظريفة التى عمت أرجاء الوطن المصرى منذ فتره ليست ببعيده بأن العملة المعدنية من فئة الخمسين قرشا بها "لحسة" من الذهب وأنه يمكن استبدال هذه العملة الفضية بجنيهين أو ثلاثة، وبموجب هذه الإشاعة انطلقت حمَّى تجميع هذه العملة .. الا ان هذه الإشاعة أخمدتها الحكومة فورا، وأعلنت أنها إشاعة مغرضة وأن عملاتنا الوطنية صاحبة المجد التليد هى عملات نحاسية حديدية زرنيخية فقرية لا يأتيها الحظ أبدا!!
فياحكومتنا العزيزة... مادامت الأمور فى بلادنا على هذا النحو الذى لا يسر عدو ولا حبيب، فيمكنك بكل بساطة إلهاء الشعب بأى حاجة من ذمتكم فى هذه الأيام المفترجة، حتى ولو كانت مسابقة لبان، تجميع ألبوم جوائز، أى حاجة، حتى ولو كانت بالسلب، أعتقد أن إشاعة من الحكومة بأن ورقة العشرين جنيه بها إشعاعات فوق بنفسجية تحت حمراء بين خضراء تسبب الموت، ستكون كافية للشعب ليتعظ، ولكنى أظن ساعتها أن الشعب لن يهتم بهذه الإشاعة..
هوه الشعب فين والعشرين جنيه فين؟؟!!